منتدى مدرسة طحلة الإعدادية بنين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى مدرسة طحلة الإعدادية بنين

مدرسة طحلة الإعدادية بنين

نتيجة المدرسة معلنة الآن على موقع ومنتدى المدرسة للصفين الأول والثاني http://tahlaschool.3web.me
عزيزي العضو عزيزي الزائر المدرسة ترحب بك معنا فلا تبخل برأيك أو بموضوع يهمنا فشاركنا للنهوض بأبنائنا
دور المدرسة عند الطالب Img01910">المشاركة المجتمعية جزء من العملية التعليمية تعال وشاركنا

    دور المدرسة عند الطالب

    علي الليثي
    علي الليثي


    عدد المساهمات : 32
    تاريخ التسجيل : 22/12/2009
    العمر : 55
    الموقع : aly_elleathy@yahoo.com

    دور المدرسة عند الطالب Empty دور المدرسة عند الطالب

    مُساهمة  علي الليثي الأحد نوفمبر 28, 2010 8:50 am

    :المدرسة كما ذكرنا سابقاً هي عبارة عن مجتمع مصغر للمجتمع الكبير ، و وجه تشبيه المدرسة بالمجتمع هو لما يربطهما من صفات و امور متشابهه ، فكما أن للمجتمع إدارة و تنظيم و خطة منهجية يسير وفقها فللمدرسة كذلك ناظر و ادارة و خطة منهجية تسير عليها ، و كما أن المجتمع يحتوي و يضم مختلف الافراد و المواطنين الصلحاء و المنحرفين و المجرمين كذلك المدرسة تضم مختلف الطلاب الصلحاء و المنحرفين... اعتقد انه بات مفهوماً سبب تسمية المدرسة و تشبيهها بالمجتمع...
    لان موضوع المدرسة موضوع واسع و متشعب ، فعليه.. سوف نغير مسار البحث الى مسار جديد و هو اسلوب القصة لكي نعيش و نتفاعل مع شخصياتها ، لننتقل مباشرة الى المدرسة المتوسطة و نكون بذلك قد قطعنا شوطاً كبيراً مخلفين وراءنا المدرسة الابتدائية ، و ذلك لان موضوع البحث بما انه مرتبط بالمرحلة المتوسطة فالحديث عن هذه المرحلة هو المطلوب...
    اذاً لنبدأ و نشاهد معاً أحداث القصة على صفحات هذه الأوراق مع الإلتفات الى الإضاءات التي تستوضح بعض المواقف...
    يفتح أحمد باب السيارة ليخرج هو و أخوه خالد من السيارة بعد أن ودّعا والدهما ، و بعد أن أخذ كلاً منهما نصيبه من صراخ و عتاب الوالد... بالطبع.. نفهم أن كلا الاخوين أحمد و خالد يعيشان مع والد عصبي الطباع حاد المزاج...
    يدخلان معاً بوابة المدرسة ليدخلوا الى المجتمع الصغير الذي يقضون أغلب وقت يومهم فيه ، و يتوجه كل منهما الى فصله ليبدؤوا يومهم و نشاطهم المدرسي بضجر واضح ، غير مستعدين و غير متهيئين الى ما سوف يتلقاه كل منهما من دروس في الفصل...
    إضاءة (1):... المنزل له دور كبير في تهيئة الجو للطفل من اجل تقبل المدرسة و الاستعداد النفسي لما يتلقاه من دروس فيها ، و العكس صحيح ، فما يحدث للأخوين أحمد و خالد من ضجر و عدم استعداد للدرس انما هو ناتج للجو القلق و المتوتر الذي سببته الاسرة و الذي يكوّن لدى الطفل هذا التلوّن و التعكّر في المزاج...
    فلندخل الى فصل احمد لنشاهد ماذا يجري في الفصل... وسط الشرح الملل و حشو الكلام ، يشير الاستاد الى احمد ليجيب عمّا كان يتحدث عنه بعد ان راى علامات الشرود على صفحات وجهه ،بالطبع... احمد لا يعلم عن ماذا كان يتحدث الاستاد ، فأجابه احمد بالصمت الذي جعل الاستاد ينهال عليه بكلمات و عبارات العتاب و الاستصغار و الاحتقار ، هذا ما اجبر احمد على الرد عليه حفاظاً على كرامته بصورة غير لائقة لتشتعل نار المواجهة بين احمد و الاستاد و تنطفئ بمعاقبة احمد في غرفة الاشراف...
    إضاءة (2):... إن ما يقوم به الطالب من سلوكيات سلبية و ردة فعل سيئة في داخل الفصل الدراسي أثناء مواجهة الاستاد انما هي انعكاسات طبيعية وردة فعل تلقائية لما يواجهه في المنزل من سوء تربية و معاملة كما يحدث لأحمد ، فيلزم هنا على الاستاد ان يهتم بالعمل على وضع ظروف الطالب بعين الاعتبار و العمل على تعديل سلوكه بدل التوجه مباشرة الى تجريحه امام التلاميذ و معاقبته ، فإن السلوك السيء الذي يقوم به الطالب يكون غالباً ناتج عن انزعاج و قلق نفسي مكبوت في داخله ، و اشبه ما يكون الطالب هنا بالبركان ، فإن وجد فوهة للتنفيس عن حرارة اعماقه يخرجها كالشظايا و الحمم...
    و هنا امر هام ، ان من مظاهر التقصير في مجال التدريس ، ان لا يعلم الاستاد الاساليب التربوية في معاملة التلاميذ وفق الاختلاف في شخصياتهم و اختلاف اساليب التأثير فيهم ، فإن علماء التربية قسموا حياة الاطفال الى مراحل عمرية مختلفة ، و حددوا الاساليب الفعالة لكل مرحلة بحد سواء بما يتناسب مع هذه المرحلة، فإن من واجب و دور المدرس ان يتعلم هذه الاساليب و يكون على اطلاع بها ليتمكن من فهم تصرفات و سلوكيات التلاميذ ، و التعامل معهم بالشكل السليم بما لا يضرهم...
    نرجع الى الفصل ثانيةً... أحمد يلعب في الفصل بأدواته ، و الاستاد يشرح الدرس ، كلما ادار الاستاد وجهه الى الصبورة ليكتب عبارة قام احمد بمحاولة الحديث مع زميله برموز و اشارات مضحكة يستمتع بها ، و لكن... كالعادة ، بعد ان لفت احمد بتصرفاته انتباه المدرس نال حصة من التوبيخ و اللوم ، و لكنه صمت هذه المرة ، لأنه ملّ من كثرة الذهاب الى مشرف الجناح ، ثم انه يخشى ان يستدعي المشرف والده الى المدرسة ، فإستدعاء والده الى المدرسه هو استدعاء لملك الموت بالنسبة اليه...
    إضاءة (3):... إن بعض الاطفال ممن يحرمهم الأب من اللعب مع اقرانهم خارج المنزل ، يشعرون بالنقص في هذا المجال تلقائياً ، فهم بلا شعور يتكون لديهم الحاجة و الرغبة في اللعب مع الاقران و الحديث معهم، و المدرسة هو المكان الذي يرون فيه هؤلاء الاقران ، و لكن كما ان المنزل يحرمه منهم ، يتصور ان المدرسة ايضاً تحرمه لما فيها من انضباط أثناء وقت الحصص التي تأخذ اغلبية الوقت و التي تتسم بالطابع الممل بسبب الاسلوب التقليدي للاستاد في شرح المادة و حشو اذهان التلاميذ بالحديث و الشرح ، و الفرصة التي لا تتعدى دقائق معدودة لا تكفي هذا الطفل لإشباع حاجته و رغبته في الحديث و اللعب مع اقرانه و اصدقائه ، فيظل معكر المزاج يتحمل ضغوط الدرس الممل ، و تقييده عن اشباع حاجته في اللعب..
    على الاستاد ان يتفهم سلوك الطالب و مشاغبته في الفصل ، اذاً يلزم على المدرس و الاستاد ان يفهم هذه النقطة المهمة اذا كان يرغب بايصال المعلومة الى اذهان التلاميذ بشكل سليم... و عليه...
    الاستاد الذي يتفهم مثل هذه الامور ، عليه ان يبتعد عن الاسلوب التقليدي في القاء و شرح الدرس ، و يخرج من جمود المحاضرة الى ابتكار الاساليب التي تعطي المحاضرة نوع من الحركة و النشاط ، و اضافة نوع من المرح و الضحك في الدرس حتى يحصل على تقبل التلاميذ لأسلوبه المشوق وينعكس هذا الامر ايجابياً على حب الدرس ، و بذلك يكسب تفاعل التلاميذ مع موضوع الدرس ، و بهذا يكون الاستاد قد ضرب عصفورين بحجر ... فقد اشبع حاجة التلاميذ الى اللعب و المرح اثناء الدرس و اشغلهم عن حالة الشغب و الاحاديث الجانبية بينهم ، و استطاع ايضاً ان يكسر حالة الملل و النفور من الدرس و شرود ذهن التلاميذ ، و بذلك يكون قد حقق الهدف من الدرس وفق اجواء تربوية سليمة...
    قد اشغلنا احمد عن الاستطلاع عن اخيه خالد ، فلنذهب الى الجناح الذي يوجد فيه فصل خالد ، و لكن ... أين التلاميذ ؟! أين خالد ؟! إنهم ليسوا في الفصل ؟!
    هكذا اذاً ... مدرس العلوم أخذهم في نزهة خارج الفصل في حديقة المدرسة لكي يريهم مايرتبط بموضوع الدرس حتى يستوعبوه جيداً عند مشاهدتهم اياه في الواقع ...
    ننتظر حتى ينتهي الاستاد من الشرح و يعود مع التلاميذ الى الفصل... رائع ...هاهم قد وصلوا ، اين خالد ؟!
    هاهو خالد يدخل مع زميله و هو فرح و يتحدث اليه بسرور ، و لكن الاستاد ما ان وقف امام الصبورة حتى امرهم بالهدوء... رائع ، انضباط الفصل جيد و تعاونهم مع الاستاد في الاستماع الى ما يقوله و يأمر به ممتاز... اذاً خالد لا يواجه مشكلة الى الآن ، فهو منضبط و متقيد بتعاليم المدرس...
    إضاءة (4):... ان اسلوب المدرس له دور كبير في سلوك التلاميذ في الفصل و المدرسة ، فالمدرس الذي يعتني بالجو الروحي للتلاميذ و يقوم بأخذهم في رحلات و نزهات لتغيير جو الفصل و تغيير الروتين العام ، يجد قبولاً واضحاً من التلاميذ مقارنةً بغيره من المدرسين ، و يكون لكلامه و تعاليمه وقع كبير في نفوس التلاميذ ، و ذلك يرجع الى الجو التربوي الخصب الذي خلقه و جعل التلاميذ يرغمون على الخضوع له و التسليم لما يقول ، و ذلك واضح كما حصل في فصل خالد ، فالتفاعل الايجابي لكلام المدرس للتلاميذ يدعم لديهم قيم ايجابية في اجواء سليمة بعيداً عن جو الاوامر الاجبارية التي يقوم بها الطلاب بالاكراه ، فالقيمة الايجابية هي ما يقوم به الطالب من تلقاء نفسه بقبول ورضا داخلي منه ، ليس ما يكرهه المدرس او المشرف او غيرهم على فعله...
    بعد انتهاء و استكمال الدرس ، يدق جرس الفرصة ، و ينتشر التلاميذ في مختلف ارجاء المدرسة ، إلى المقصف ، الى الملعب و غيره... يهمنا خالد و الذي يتجه نحو مدرس يقف في جانب من الساحة يقوم بمراقبة الطلاب أثناء الفرصة... أووه ، إنه مدرس العلوم نفسه ، أجل ... خالد أحب مدرس العلوم ، لماذا ؟! لأن خالد يقدر المجهود الذي يبذله مدرس العلوم من اجل ايصال المعلومة الى اذهان الطلاب و تفهيمهم اياها ، بالاضافة الى ان هذا المدرس يمثل شخصية مرحة و محبوبة في المدرسة ، فقد تعلق قلب خالد بهذا الاستاد و اصبح يقصده في اوقات كثيرة للتحدث اليه ، و استشارته في امور عديدة ، و بات يتحدث اليه بلا حواجر عن مشاكل المنزل و الدراسة ، و استاد العلوم يستمع اليه بصدر رحب...
    إضاءة (5):... المدرسة لها دور مكمل للمنزل و الاسرة ، فهي تستطيع ان تحتوي الطلاب الذين يعيشون في ظل اسرة مضطربة متوترة ، و الاهتمام بهم و التعامل معهم بالاسلوب الذي يناسب كل طالب و الظروف التي يعيشها ...
    المدرسة اذا فهمت ظروف التلاميذ فهمت سبب سلوكياتهم السلبية ، و بذلك بعد ان تم تشخيص المرض اصبح تحديد الدواء امراً يسيراً ، و ذلك من دور المدرسة عموماً و دور المدرس خصوصاً...
    فالطالب الذي فقد اباه او بعبارة اخرى لا يجد اهتمام ابيه و اسرته داخل المنزل ، يشعر بالانتقاص في القيمة و يلجأ الى سلوكيات ناتجة عن ردة فعل سلبية لمثل هذه المعاملة في المنزل ،فهو يبحث عن بديل و طريق آخر لإشباع هذه الحاجة الضرورية خارج المنزل ، فاذا وعت المدرسة هذه الحاجة و وفرت له ذلك و هو المدرس المثالي ، يلجأ الطالب الى هذا المدرس ليكمل النقص في حاجاته و يشبعها من خلال هذا المدرس الذي يعطيه الاحساس بالقيمة و الاهمية و يستمع الى كلامه و احاديثه بتأمل و شوق ، فهو هنا يأخذ دور الاب بالنسبة للطالب ، فمشاعر الابوة التي حرم منها قد وجدها متمثلة في هذا المدرس ، و هذا يحدث بصورة تلقائية لاشعورية ، من غير ان يقصد التلميذ ذلك ، فالتلميذ يعتبر هذا الاستاد هو ملاذه و قدوته و وجهته ، و تنمو لدى التلميذ حالة التقبل لما يقوله و يفعله الاستاد ، و ذلك بلا شك له دور كبير في تعديل سلوك هذا التلميذ و الاستغناء عن السلوكيات السلبية التي كان يقوم بها ، لماذا؟ لأن حاجاته بدأ يشبعها ، و شعوره بالنقص بدأ يكتمل...
    هنا تتحول المدرسة من كونها مكان ضجر التلميذ الى مكان الانس و الاسترخاء ، و قد يعتبرها فترة نقاهه من آلام و ازعاج المنزل ، فالطالب هنا عشق المدرسة و تعلق بها لما تعطيه من اشباع لحاجاته و رغباته و ميوله ، و لا يخفى الاثر الايجابي الذي يترتب على العملية الدراسية و نشاطه و تفوقه في الفصل...
    من طرف الاستاذ/ علي محمد الليثى وكيل المدرسة لوحدة التدريب:

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 5:03 pm