منتدى مدرسة طحلة الإعدادية بنين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى مدرسة طحلة الإعدادية بنين

مدرسة طحلة الإعدادية بنين

نتيجة المدرسة معلنة الآن على موقع ومنتدى المدرسة للصفين الأول والثاني http://tahlaschool.3web.me
عزيزي العضو عزيزي الزائر المدرسة ترحب بك معنا فلا تبخل برأيك أو بموضوع يهمنا فشاركنا للنهوض بأبنائنا
الحملة الصليبية السابعة Img01910">المشاركة المجتمعية جزء من العملية التعليمية تعال وشاركنا

    الحملة الصليبية السابعة

    محمد مجدى محمد عبد الفتاح
    محمد مجدى محمد عبد الفتاح


    عدد المساهمات : 158
    تاريخ التسجيل : 19/10/2009
    العمر : 28

    الحملة الصليبية السابعة Empty الحملة الصليبية السابعة

    مُساهمة  محمد مجدى محمد عبد الفتاح الأربعاء نوفمبر 11, 2009 11:51 am

    الحملة الصليبية السابعة هي حملة صليبية قام بها الفرنج [1] في عام 1249 ضد مصر بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا في عهد السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب و الذي توفى أثناء احتلال الفرنج لثغر دمياط في شمال مصر

    أسباب الحملة و التجهيز لها


    كان لهزيمة الصليبيين عند غزة في معركة الحربية أو " معركة لافوربي " (La Forbie) و سقوط بيت المقدس في أيدي المسلمين سنة 1244 صدى كبير في أوروبا التي أحس ملوكها أن ممالكهم في الشام قد أوشكت على السقوط بالكامل في أيدي المسلمين. فراح الأوروبيون يجهزون لحملة كبيرة للإستيلاء على مصر لإخراجها من الصراع، حيث أنهم أدركوا، بعد هزيمة حملتهم الخامسة على مصر، ثم هزيمتهم في معركة الحربية عند غزة، و ضياع بيت المقدس منهم، أن مصر بإمكانياتها البشرية و الاقتصادية هي ترسانة العالم الإسلامي و قلعة التصدي لطموحاتهم في الإستيلاء على بيت المقدس و الشرق.
    كان لويس التاسع، الذي عرف فيما بعد بالقديس لويس، من أشد المتحمسين لقيام تلك الحملة، فراح يروج لها في انحاء أوروبا، و لدى بابا الكاثوليك اينوسينت الرابع (Pope Innocent IV). و أثناء إنعقاد مجمع ليون الكنسي الأول عام 1245 أعلن اينوسينت الرابع تأييده و مباركته للحملة التي كان يجهز لها لويس التاسع، وأرسل "اودو" كاردينال فراسكاتي للترويج للحملة في أنحاء فرنسا، و فرضت ضرائب على الناس لتمويل الحملة، ووافقت جنوة ومرسيليا على تجهيز السفن اللازمة، أما فينيسيا فقد رفضت المشاركة خوفاً على مصالحها التجارية الواسعة مع مصر.
    جهز الصليبيون حملتهم خلال ثلاث سنوات، و حاولوا إقناع المغول بالتحالف معهم لتطويق و إرباك العالم الإسلامي، إلا أنهم فشلوا في إقامة هذا الحلف لأن المغول كانت لهم طموحاتهم و خططهم الخاصة.
    إبحار الحملة

    الحملة الصليبية السابعة 175px-Louis_IX الحملة الصليبية السابعة Magnify-clip
    لويس التاسع قاد الحملة الصليبية السابعة



    في 24 جمادى الأولى 646 هـ/25 أغسطس 1248م أبحر لويس التاسع من مرفأ إيجو-مورت (Aigues-Mortes) و في صحبته زوجته "مرجريت دو بروفنس" (Marguerite de Provence)، وأخويه شارل أنجو و"روبرت دي أرتوا" (Robert d'Artois)، ونبلاء من أقاربه ممن شاركوا في حملات صليبية سابقة، وتبعته سفن أخرى من نفس المرفأ ومن مرسيليا. كان الأسطول الصليبي ضخماُ ويتكون من نحو 1800 سفينة محملة بنحو 80 ألف مقاتل بعتادهم وسلاحهم وخيولهم [2][3]
    قامت الحملة بوقفة تعبوية في جزيرة قبرص لتجميع كل السفن والمقاتلين قبل التوجه إلى مصر بناء على نصيحة مستشاري لويس [4]، حيث انضم اليه عدد كبير من بارونات سوريا وقوات من فرسان المعبد (الداوية) والاسبتارية قدمت من عكا تحت قيادة مقدميها [5]. في قبرص إستقبل لويس وفداً من المغول يحمل رسالة ودية من خانهم يعرض فيها مساعدته على لويس.
    توقف الحملة الصليبية في قبرص أدى إلى تسرب أنبائها إلى مصر قبل وصول سفنها إلى المياه المصرية. ويقال أن فريدرك الثاني، الذي كان في صراع مع بابا الكاثوليك، بعث إلى السلطان أيوب يخبره بإبحار لويس التاسع لغزو مصر [6]، مما منح السلطان أيوب فرصة للاستعداد وإقامة التحصينات [2][7][8].فأنهى السلطان الصالح أيوب حصاره لحمص [9]. وعاد من الشام إلى مصر على محفة بسبب مرضه الشديد، ونزل في المحرم 647هـ/أبريل 1249م عند قرية أشموم طناح، على البر الشرقي من الفرع الرئيسي للنيل. وأصدر أوامره بالاستعداد وشحن دمياط بالأسلحة والأقوات والأجناد، وأمر نائبه بالقاهرة الأمير حسام الدين بن أبي علي بتجهيز الأسطول، وأرسل الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ، وكان أميراً في نحو الثمانين، على رأس جيش كبير ليعسكر في البر الغربي لدمياط حتى يواجه الفرنج إذا قدموا [7][10].
    في مايو عام 1249 ابحر لويس نحو مصر على متن سفينته الملكية "لو مونتجوي" [11]، وتبعته سفن الحملة من ميناء ليماسول القبرصي. و بسبب شدة الرياح جنحت إلى عكا و سواحل الشام نحو 700 سفينة تحمل حوالي 2100 فارس صليبي، فتوقف لويس في جزيرة المورة اليونانية حيث انضم إليه قريبه "هيو دو بورجوندي" (Hugh de Burgundy)الذي شارك من قبل في حملات صليية آخرى. ثم أبحرت السفن إلى مصر [12].
    إستيلاء الصليبيون على دمياط


    وصلت سفن الصليبيين إلى ثغر دمياط و أرسل لويس رسالة إلى السلطان الصالح أيوب يطالبه فيها بالإستسلام فرد عليه الصالح برسالة يحذره فيها من مغبة مهاجمته لمصر وينبئه بأن بغيه سيصرعه. وفي فجر السبت 22 صفر 647 هـ/5 يونيو 1249 نزل جنود و فرسان الحملة على بر دمياط [13][14][15]. كانت القوات الصليبية تضم نحو 50,000 مقاتل وفارس [16][17]، وضربت للويس خيمة حمراء كبيرة على الشط [18]، فنشب قتال شديد بين المسلمين والصليبيين انتهى بتراجع المسلمين [13]. و في المساء بعد أن ظن أتابك الجيش فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ أن الصالح أيوب قد توفى إنسحب من دمياط و خلفه سكانها و العربان الذين كان الصالح أيوب قد وكلهم بالدفاع عن المدينة [13]، فدخلها الصليبيون بسهولة بدون مقاومة و أستولوا عليها بكل ما كان فيها من سلاح ومؤونة، وحصنوا أسوارها [19]. حول الصليبيون جامع المدينة إلى كاتدرائية و نصبوا عليها أسقفاً ، و صارت دمياط مدينة صليبية و عاصمة لمملكة ماوراء البحار (أوتريميه) [20].
    سقوط دمياط في أيدي الصليبيين كان له وقع الصاعقة على الناس و على السلطان الصالح أيوب الذي غضب من الأمير فخر الدين وقال له: "أما قدرتم تقفون ساعة بين يدي الفرنج؟". وأمر بإعدام نحو خمسين من أمراء العربان الذين تهاونوا وغادروا دمياط بغير إذن. وحمل السلطان المريض في حراقة إلى قصر المنصورة [21].
    أعلن النفير العام في مصر و هرولت عامة الناس إلى المنصورة لأجل الجهاد ضد الغزاة، وأرسلت الشواني بالمحاربين والسلاح إلى جبهة القتال [22][23]. وقامت حرب عصابات ضد الجيش الصليبي المتحصن خلف الأسوار والخنادق، وراح المجاهدون يشنون هجمات على معسكراته ويأسرون مقاتليه وينقلونهم إلى القاهرة [24]. ويروي المؤرخ الصليبي "جوانفيل" (Joinville) الذي رافق الحملة، أن المسلمون كانوا يتسللون أثناء الليل إلي المعسكر الصليبي ويقتلون الجنود وهم نيام ويهربون برؤوسهم [25]. ويذكر المؤرخ ابن أيبك الدواداري أن خوف الصليبيون من المتطوعين العوام كان أشد من خوفهم من الجنود [26].
    في 24 أكتوبر، وصل إلى دمياط من فرنسا "ألفونس دى بواتي" (Alphonse de Poitiers) الشقيق الثالث للملك لويس ومعه إمدادات وقوات إضافية، فتشجع الصليبيون وقرروا التحرك إلى الأسكندرية أو القاهرة. واختار لويس القاهرة بنصيحة من أخيه "روبرت دو ارتوا" الذي قال له : "إذا أردت قتل الأفعى فاضربها على رأسها". [27][28].
    توجه الحملة نحو القاهرة و هزيمتها في المنصورة


    في 20 نوفمبر 1249م، بعد نحو ستة أشهر من احتلال دمياط [29]، خرج الصليبيون من دمياط ومعهم سفنهم توازيهم في النيل ، وبعد بضعة معارك مع المسلمين وصلوا في 21 ديسمبر [30] إلى ضفة بحر أشموم (يعرف اليوم بالبحر الصغير)، فأصبحت مياه بحر أشموم تفصل بينهم و بين المسلمين [31]. فأقاموا معسكرهم و أحاطوه بالأسوار و الخنادق ونصبوا المجانيق، ووقفت شوانيهم بإزائهم في بحر النيل، ووقفت شواني المسلمين بإزاء المنصورة. حاول الصليبيون بناء جسر ليعبروا عليه إلى ضفة المسلمين، و لكن المسلمون أمطروهم بالقذائف النارية و افسدوا خطتهم بكافة الوسائل [32].
    في تلك الأثناء توفى السلطان الصالح أيوب في 15 شعبان 647 هـ/23 نوفمبر 1249م [33][34][35] فأصبحت مصر بلا سلطان، فأخفت أرملته شجر الدر خبر وفاته وأرسلت مقدم المماليك البحرية فارس الدين أقطاي الجمدار إلى حصن كيفا لإستدعاء ابنه توران شاه لقيادة البلاد [36].
    بطريقة أو بآخرى علم الصليبيون أن السلطان الصالح أيوب قد توفى فتشجعوا. و في 8 فبراير 1250م دل أحدهم الصليبيين على مخائض في بحر أشموم [37][38]، فتمكنت فرقة يقودها أخو الملك "روبرت دى أرتوا " سوياٌ مع فرسان المعبد (الداوية)، وفرقة إنجليزية يقودها "وليم أوف ساليزبري" (William of Salisbury) من العبور بخيولهم وأسلحتهم إلى ضفة المسلمين ليفاجأ المسلمون بهجوم صليبي كاسح على معسكرهم في "جديلة" [37] على نحو ثلاثة كيلومترات من مدينة المنصورة. في هذا الهجوم المباغت قتل فخر الدين يوسف أتابك الجيش المصري و تشتت أجناد المسلمين وتقهقروا مذعورين إلى المنصورة [39]. وبعد أن احتل الصليبيون معسكر جديلة تقدموا خلف "روبرت دو أرتوا" نحو المنصورة على أمل القضاء على الجيش المصري برمته [40].
    معركة المنصورة


    أمسك المماليك بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطاي الجمدار، الذي أصبح القائد العام للجيش المصري [41]، و تمكن المماليك من تنظيم القوات المنسحبة، ووافقت شجرة الدر -الحاكم الفعلي للبلاد- [42] على خطة الأمير بيبرس البندقداري باستدراج القوات الصليبية و محاصرتها في كمين محكم داخل مدينة المنصورة. وأمر بيبرس بتأهب الجنود والعوام داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام. وأقتحمت القوات الصليبية المنصورة بعد أن ظن فرسانها أنها خاوية من الجنود والسكان، و اندفعوا نحو قصر السلطان للإستيلاء عليه، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية وهم يصيحون كالرعد القاصف [26] وأخذوهم بالسيوف من كل جانب [43] ومعهم العربان والعوام والفلاحين يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة، وقد وضع العوام على رؤوسهم طاسات نحاس بيض عوضاً عن خوذ الأجناد [44] وسد المسلمون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الصليبيين الفرار، وراح بعضهم يلقون بأنفسهم في النيل للنجاة فابتلعتهم المياه.
    قتل عدد كبير من القوات الصليبيية المهاجمة [45]. من فرسان المعبد وفرسان الإسباتريه لم ينج سوى ثلاثة مقاتلين، وفنيت الفرقة الإنجليزية تقريباً عن أخرها [46][47]. واضطر أخو الملك لويس "روبرت دي أرتوا" إلى الاختباء في أحد الدور [48][49][50][51]، ثم قتل هو و"وليم أوف ساليزبري" قائد الفرقة الإنجليزية [51].
    أثناء المعركة حاول الفرنج على الضفة المقابلة لبحر أشموم بناء يمكنهم من العبور لمساعدة فرسانهم، ولكن لما وردتهم أنباء سحق الفرسان، عن طريق " بيتر أوف بريتني " الذي فر إليهم بوجه مشجوج من ضربة سيف، وشاهدوا بقايا فرسانهم مدبرين والمسلمين في أعقابهم، أخذوا يلقون بأنفسهم في مياه النيل بغية العودة إلى معسكراتهم وكاد لويس ذاته أن يسقط في الماء [52].
    استمر هجوم المسلمين على الصليبيين طوال اليوم، وظن فارس الدين أقطاي أن لويس قد قتل في المعركة فأمر بشن هجوم كبير على معسكر الصليبيين في فجر اليوم التالي ألحق بهم خسائر فادحة. و أرسل الحمام ببشائر النصر إلى القاهرة ففرح الناس فرحة عارمة و أقيمت الزينات [53].
    وصول توران شاه وهزيمة الصليبيين هزيمة كاسحة في فارسكور


    تحصن الصليبيون داخل معسكرهم ثمانية أسابيع آملين في انهيار القيادة. لكن بدلاً من ذلك وصل السلطان الجديد توران شاه إلى المنصورة في 28 فبراير 1250 لقيادة الجيش [54]. و تنفست شجر الدر الصعداء بعد أن تحملت عبء الدفاع عن البلاد، و أعلنت رسمياً نبأ وفاة زوجها الصالح أيوب [55].
    نقل المسلمون الشواني مفككة على ظهور الجمال و بعد أن ركبوها وضعوها في مياه النيل خلف القوات الصليبية ( كما فعل الملك الكامل حجد توران شاه أثناء الحملة الصليبية الخامسة ) وبذلك حوصر الصليبيين في مصيدة و هم جوعى و مرضى و يعانون شدة الخوف. و عرض لويس على المسلمين تسليم مدينة دمياط في في مقابل تسليمه بيت المقدس وأجزاء من ساحل الشام كما كان الصالح أيوب قد عرض عليه قبل وفاته، و لكن المسلمون رفضوا العرض [54].و لم يعد أمام لويس التاسع إلا أن يحاول الفرار إلى دمياط لإنقاذ نفسه وجنوده [54].
    في 5 أبريل 1250، في ظلام الليل، بدأت القوات الصليبية رحلة الهروب إلى دمياط [56][57]. لكن المسلمون عبروا فوق جسر من الصنوبر كان الصليبيون قد أقاموه فوق قناة أشموم ولكنهم من عجلتهم و إرتباكهم نسوا أن يدمروه وهم ينسحبون، و طاردوهم وهم يبذلون فيهم السيوف و الرماح من كل جانب حتى وصلوا إلى فارسكور، وهناك تم سحقهم بالكامل، ووقع الملك لويس وأمراؤه ونبلاؤه في الأسر في 6 أبريل 1250 [58].[56].
    وهكذا تحققت نبؤة الصالح أيوب بأن بغي لويس التاسع سيصرعه وإلى البلاء سيقلبه. استناداً إلى المصادر الإسلامية قتل في حملة لويس التاسع ما بين 10 آلاف و30 آلف من الجنود الصليبيين [59]. أسر لويس التاسع في "منية عبد الله" (ميت الخولي عبد الله الآن) [60]، بعد أن استسلم مع نبلائه للطواشي " جمال الدين محسن الصالحي " [56]، وأودع مغللاً في بيت القاضي إبراهيم بن لقمان، كاتب الإنشاء، تحت حراسة طواشي يدعى صبيح المعظمي [56]. كما أسر أخواه "شارل دانجو" و"ألفونس دو بويتي" وعدد كبير من أمرائه ونبلائه وقد سجن معظمهم معه في دار ابن لقمان. أما الجنود العاديون الذين أسروا فقد أقيم لهم معتقل خاص خارج المدينة.
    سُمح للويس التاسع بمغادرة مصر مقابل تسليم دمياط للمصريين، والتعهد بعدم العودة إلى مصر مرة أخرى، بالإضافة إلى دفعه دية قدرها 400 ألف دينار تعويضاً عن الأضرار التي ألحقها بمصر. [61] (دفع نصف المبلغ بعد أن جمعته زوجته في دمياط، ووعد بدفع الباقي بعد وصوله إلى عكا، وهو مالم يفعله بعد أن تهرب من الدفع فيما بعد) [62][63].
    مغادرة بقايا الحملة لمصر


    في 3 صفر 648هـ/8 مايو عام 1250، بعد احتلال دام أحد عشر شهراً وتسعة أيام [64] ، سلم لويس التاسع دمياط وغادرها إلى عكا مع أخويه و12.000 أسير كان من ضمنهم أسرى من معارك سابقة [65]. ولم يرجع لويس إلى وطنه فرنسا بل آثر البقاء في مدينة عكا بعد أن سمح لأخوته ومعظم نبلائه بالسفر إلى فرنسا، وحملهم رسائل إلى ملوك أوروبا يطلب فيها النجدة والمدد عله يتمكن من إحراز نصر في الشام يمسح به وصمة الفشل والهزيمة التي لحقت به في مصر. لكنه اضطر للعودة إلى فرنسا بعد أربع سنوات بعد أن توفيت والدته "الملكة بلانش" التي كانت تدير شئون الحكم في فرنسا وقت غيابه [66].
    ويعبر وصف المؤرخ الصليبي "ماثيو باريس" (Matthew Paris) (توفي 1258)، عن مدى الألم الذي شعر به الصليبيون بعد هزيمتهم في مصر بقوله : "كل الجيش المسيحي تمزق إرباً في مصر، وا أسفاه، كان يتكون من نبلاء فرنسا، وفرسان الداوية والاسبتارية وتيوتون القديسة ماري وفرسان القديس لازاروس" [67].
    كانت الحملة الصليبية السابعة هي أخر الحملات الصليبية الكبيرة على مصر، ولم يتمكن الصليبيون أبداً من إعادة الإستيلاء على بيت المقدس. و كان من نتائجها انتهاء العصر الأيوبي و بزوغ نجم المماليك كقوة ضاربة في منطقة الشرق الأوسط، و على أيدهم هزم المغول و تحررت عكا و جيوب الصليبيين على ساحل الشام.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 9:19 am