منتدى مدرسة طحلة الإعدادية بنين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى مدرسة طحلة الإعدادية بنين

مدرسة طحلة الإعدادية بنين

نتيجة المدرسة معلنة الآن على موقع ومنتدى المدرسة للصفين الأول والثاني http://tahlaschool.3web.me
عزيزي العضو عزيزي الزائر المدرسة ترحب بك معنا فلا تبخل برأيك أو بموضوع يهمنا فشاركنا للنهوض بأبنائنا
الغراب المستشار من كتاب كليله ودمنه عمل الطالب احمد عبد الظاهر محمد هيكل Img01910">المشاركة المجتمعية جزء من العملية التعليمية تعال وشاركنا

    الغراب المستشار من كتاب كليله ودمنه عمل الطالب احمد عبد الظاهر محمد هيكل

    احمد عبد الظاهر محمد هيكل
    احمد عبد الظاهر محمد هيكل


    عدد المساهمات : 39
    تاريخ التسجيل : 13/10/2009
    العمر : 55

    الغراب المستشار من كتاب كليله ودمنه عمل الطالب احمد عبد الظاهر محمد هيكل Empty الغراب المستشار من كتاب كليله ودمنه عمل الطالب احمد عبد الظاهر محمد هيكل

    مُساهمة  احمد عبد الظاهر محمد هيكل الأربعاء فبراير 24, 2010 5:03 am

    "
    زعموا أن أسداً كان في أجمةٍ مجاورةٍ لطريقٍ من طرق الناس؛
    وكان له أصحا ب ثلاثٌة: ذئب غراب وابن آوى؛
    وأن رعاةً مروا بذلك الطريق، ومعهم جما لٌ، فتخلف منها جمل، فدخل تلك الأجمة
    حتى انتهى إلى الأسد؛
    فقال له الأسد: من أين أقبلت؟
    قال: من موضع كذا. قال: فما حاجتك؟
    قال: ما يأمرني به الملك.
    قال: تقيم عندنا في السعة والأمن والخصب.

    فأقام الأسد والجمل معه زمناً طويلاً. ثم إن الأسد مضى في بعض ا
    لأيام لطلب الصيد، فلقي فيلاً عظيماً، فقاتله قتالاً شديداً؛ وأفلت منه مثقلاً مثخناً
    بالجراح، يسيل منه الدم، وقد خدشه الفيل بأنيابه. فلما وصل إلى مكانه،
    وقع لا يستطيع حراكاً، ولا يقدر على طلب الصيد؛
    فلبث الذئب والغراب وابن آوى أياماً لا يجدون طعاماً: لأنهم كانوا يأكلون من
    فضلات الأسد وطعامه؛ فأصابهم جوع شديد وهزا ٌل،
    وعرف الأسد ذلك منهم؛
    فقال: لقد جهدتم واحتجتم إلى ما تأكلون.
    فقالوا لاتهمنا أنفسنا: لكنا نرى الملك على ما نراه. فليتنا نجد ما يأكله
    ويصلحه.
    قال الأسد: ما أشك في نصيحتكم، ولكن انتشروا لعلكم تصيبون صيداً تأتونني به؛
    فيصيبني ويصيبكم منه رزق.
    فخرج الذئب والغراب وابن آوى من عند الأسد؛ فتنحوا ناحيةً، وتشاوروا فيما
    بينهم،
    وقالوا: مالنا ولهذا الأكل العشب الذي ليس شأنه من شأننا، ولا رأيه من رأينا؟
    ألا نزين للأسد فيأكله ويطعمنا من لحمه؟
    قال ابن آوى: هذا مما لا نستطيع ذكره للأسد: لأنه قد أمن الجمل، وجعل له
    من ذمته عهداً.
    قال الغراب: أنا أكفيكم أمر الأسد.الغراب المستشار من كتاب كليله ودمنه عمل الطالب احمد عبد الظاهر محمد هيكل Ravenثم انطلق فدخل على الأسد؛
    فقال له الأسد: هل أصبت شيئاً؟
    قال الغراب: إنما يصيب من يسعى ويبصر. وأما نحن فلا سعي لنا ولا بصر لما بنا
    من الجوع؛ ولكن قد وفقنا لرأي واجتمعنا عليه؛ إن وافقنا الملك فنحن له مجيبون.

    قال الأسد: وما ذاك؟
    قال الغراب: هذا الجمل آكل العشب المتمرغ بيننا من غير منفعة لنا منه،
    ولا رد عائدةٍ، ولا عمل يعقب مصلحةً.
    فلما سمع الأسد ذلك غضب وقال: ما أخطأ رأيك، وما اعجز مقالك،
    وأبعدك من الوفاء والرحمة وما كنت حقيقاً أن تجتري علي هذه المقالة،
    وتستقبلني بهذا الخطاب؛ مع ما علمت من أني قد أمنت الجمل،
    وجعلت له من ذمتي.
    أو لم يبلغك أنه لم يتصدق متصدق بصدقةٍ هي أعظم أجراً
    ممن أمن نفساً خائفةً، وحقن دماً مهدراً؟
    وقد أمنته ولست بغادر به.


    قال الغراب: إني لأعرف ما يقول الملك؛
    ولكن النفس الواحدة يفتدى بها أهل البيت؛
    وأهل البيت تفتدى بهم القبيلة؛
    والقبيلة يفتدىبها أهل المصر؛
    وأهل المصر فداء الملك.

    وقد نزلت بالملك الحاجة؛ وأنا أجعل له من ذمته مخرجاً،
    على ألا يتكلف الملك ذلك، ولا يليه بنفسه، ولا يأمر به أحداً؛
    ولكنا نحتال بحيلةٍ لنا وله فيها إصلاح وظفر.

    فسكت الأسد عن جواب الغراب عن هذا الخطاب.
    فلما عرف الغراب إقرار الأسد أتى أصحابه،
    فقال لهم: قد كلمت الأسد في أكله الجمل؛
    على أن نجتمع نحن والجمل عند الأسد، فنذكر ما أصابه،
    ونتوجع له اهتماماً منا بأمره، وحرصاً على صلاحه؛
    ويعرض كل واحدٍ منا نفسه عليه تجملاً ليأكله، فيرد الآخران
    عليه، ويسفها رأيه، ويبينان الضرر في أكله.
    فإذا فعلنا ذلك، سلمنا كلنا ورضي الأسد عنا.
    ففعلوا ذلك، وتقدموا إلى الأسد؛
    فقال الغراب: قد احتجت أيها الملك إلى ما يقويك؛ ونحن أحق أن تذهب أنفسنا لك..

    فإنا بك نعيش؛ فإذا هلكت فليس لأحدٍ منا بقاءٌ عندك،
    ولا لنا في الحياة من خيرةٍ؛ فليأكلني الملك: فقد طبت بذلك نفساً.
    فأجابه الذئب وابن آوى أن اسكت؛ فلا خير للملك في أكلك؛ وليس فيك شبع.
    قال ابن آوى لكن أنا أشبع الملك، فليأكلني: فقد رضيت بذلك، وطبت عنه نفساً.
    فرد عليه الذئب والغراب بقولهما: إنك لمنتن قذر.
    قال الذئب: إني لست كذلك، فليأكلني الملك، فقد سمحت بذلك، وطبت عنه
    نفساً؛
    فاعترضه الغراب وابن آوى وقالا:
    قد قالت الأطباء: من أراد قتل نفسه فليأكل لحم ذئبٍ.

    فظن الجمل أنه إذا عرض نفسه على الأكل،
    التمسوا له عذراً كما التمس بعضهم لبعضٍ الأعذار، فيسلم
    ويرضى الأسد عنه بذلك،
    وينجو من المهالك.

    فقال: لكن أنا في للملك شبع وري؛ ولحمي طيب هني،
    وبطني نظيف، فليأكلني الملك، ويطعم أصحابه وخدمه:
    فقد رضيت بذلك، وطابت نفسي عنه، وسمحت
    به.
    فقال الذئب والغراب وابن آوى: لقد صدق الجمل وكرم؛ وقال ما عرف.

    ثم إنهم وثبوا عليه فمزقوه.

    "

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 1:32 pm